صحيفة زيارول أوبيراتيف – قسم التحليل الدبلوماسي والأمن الدولي
الرياض / بوخارست – 20 أكتوبر 2025
تمثل الزيارة الرسمية التي قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الروماني، السيد كاتالين بريدوي، إلى العاصمة السعودية الرياض، خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية بين رومانيا والمملكة العربية السعودية.
وقد جرى خلال لقائه بصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية، التأكيد على عمق علاقات الصداقة والاحترام المتبادل، وعلى الرغبة المشتركة في تطوير التعاون في مجالات الأمن والحماية المدنية.
تعزيز التعاون المؤسسي والشراكة الاستراتيجية
تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون بين وزارتي الداخلية في البلدين، من خلال تبادل الخبرات والتدريب المشترك وتطوير آليات حديثة لإدارة حالات الطوارئ. كما تم التطرق إلى قضايا ذات اهتمام مشترك تشمل مكافحة الجريمة عبر الحدود، وحماية المدنيين، والأمن العام، والوقاية من الإرهاب.
وشكّل حضور وكيل الدولة لشؤون الحماية المدنية والطوارئ، الدكتور رائد عرّافت، بعداً عملياً للقاء، حيث تمت مناقشة آليات تحسين التنسيق الفني والقانوني والعملياتي بين المؤسسات المسؤولة عن الأمن والسلامة العامة.
البعد الإقليمي والاستراتيجي
في ظل الظروف الدولية الراهنة التي تتسم بالتحديات الأمنية وعدم الاستقرار، تؤكد زيارة السيد بريدوي اهتمام رومانيا بتعميق علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، باعتبارها شريكاً أساسياً في تحقيق التوازن والاستقرار الإقليمي.
وأصبح الحوار بين الرياض وبوخارست يتجاوز الطابع البروتوكولي، ليتحول إلى تعاون قائم على أهداف عملية واضحة، تشمل التدريب المشترك، والتكامل في مجال الحماية المدنية، وتبادل المعلومات، وتحديث الإجراءات وأنظمة الإنذار والاستجابة السريعة.
آفاق التعاون والمصالح المشتركة
يمثل هذا التعاون فرصة لرومانيا لتوسيع شبكة علاقاتها الاستراتيجية خارج الإطار الأوروبي، بينما تعزز المملكة تعاونها مع دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تملك خبرة متقدمة في مجالات الأمن والاستجابة للطوارئ.
ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة توقيع مذكرة تفاهم فنية بين الوزارتين، تحدد مجالات التعاون وآليات التنفيذ وجداول زمنية للبرامج المشتركة والتدريب المتخصص.
الخلاصة
تُعد زيارة كاتالين بريدوي إلى الرياض خطوة ملموسة نحو نضوج العلاقات السعودية–الرومانية. ومن خلال الحوار المستمر والعمل الميداني المشترك، يرسخ البلدان شراكة تقوم على الثقة والمهنية، وتهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار لصالح الشعبين الصديقين.
بقلم: مارين تشيزار كاتالين
